الأحد، 9 يونيو 2013

قصة قصيرة ولكن حكيمة




قصة قصيرة ولكن حكيمة


>> يحكى أن أحد الملوك قد خرج ذات يوم مع وزيره متنكرين، يطوفان أرجاء 
>>المدينة، ليروا أحوال الرعية، فقادتهم الخطا إلى منزل في ظاهر 
>>المدينة، فقصدا إليه، ولما قرعا الباب، خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى 
>>ضيافته، فأكرمهما وقبل أن يغادره،
>>قال له الملك: لقد وجدنا عندك الحكمة والوقار، فنرجوا أن تزوّدنا 
>>بنصيحة
>>فقال الرجل العجوز: لا تأمن للملوك ولو توّجوك
>>فأعطاه الملك وأجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرى
>>فقال العجوز: لا تأمن للنساء ولو عبدوك
>>فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة
>>فقال العجوز: أهلك هم أهلك، ولو صرت على المهلك
>>فأعطاه الملك ثم خرج والوزير
>>وفي طريق العودة إلى القصر أبدى الملك استياءه من كلام العجوز وأنكر 
>>كل تلك الحكم، وأخذ يسخر منها
>>
>>
>>وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز،
>>فنزل إلى حديقة القصر، وسرق بلبلاً كان الملك يحبه كثيراً، ثم أسرع 
>>إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها، ولا تخبر به أحداً
>>وبعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها كي 
>>يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ، فسرت بذلك، وأعطته العقد
>>ومرت الأيام، ولم يعد الوزير إلى زوجه العقد، فسألته عنه، فتشاغل 
>>عنها، ولم يجبها، فثار غضبها، واتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى، 
>>فلم يجب بشيء، مما زاد في نقمته
>>وأسرعت زوجة الوزير إلى الملك، لتعطيه البلبل، وتخبره بأن زوجها هو 
>>الذي كان قد سرقه، فغضب الملك غضباً شديداً، وأصدر أمراً بإعدام 
>>الوزير
>>
>>
>>ونصبت في وسط المدينة منصة الإعدام، وسيق الوزير مكبلاً بالأغلال، إلى 
>>حيث سيشهد الملك إعدام وزيره، وفي الطريق مرّ الوزير بمنزل أبيه 
>>وإخوته، فدهشوا لما رأوا، وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنه بكل 
>>ما يملك من أموال، بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه
>>وأصرّ الملك على تنفيذ الحكم بالوزير، وقبل أن يرفع الجلاد سيفه، طلب 
>>أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك، فأذن له، فأخرج العقد من جيبه، وقال 
>>للملك، ألا تتذكر قول الحكيم:‏
>>لا تأمن للملوك ولو توّجوك
>>ولا للنساء ولو عبدوك
>>وأهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك
>>وعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل ليؤكد له صدق تلك الحكم، 
>>فعفا عنه، وأعاده إلى
>>مملكته وزيراً مقرّباً........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;